Welcome !

For Social Medial Click Below.

في عام 2030… هل سيُولد كلُّ طفلٍ بالتوحّد ؟!

في عام 2030… هل سيُولد كلُّ طفلٍ بالتوحّد ؟!

سؤال غريب… بل صادم

لكن، وللأسف، طُرح بجدية في مقابلة تلفزيونية، عندما تحدّث أحد الباحثين عن دراسة قال إنها “تكشف السبب والعلاج”… وأضاف بثقة أن التوحّد سيصبح حالة عامة، وأن كل طفل سيولد مصابًا بحلول 2030 !

المذيعة قالت بدهشة: “معقول؟”

ونقول: لا، ليس معقولًا… لا علميًا… ولا منطقيًا.

نعم، زادت نسبة تشخيص التوحّد في السنوات الأخيرة.

لكن هل يعني هذا أن هناك وباء؟ أو أننا مقبلون على كارثة صحية؟

الإجابة باختصار: لا.

الزيادة ‏هذه أسبابها ‏الرئيسية معروفة، ومدعومة بأدلة علمية:

لأن أدوات التشخيص

لأن تعريف التوحّد أصبح أوسع مع تطوّر الدلائل الإرشادية

لأن وعي الأهل والمدارس والأطباء ارتفع

ولأن بعض الدول ربطت التشخيص بخدمات تعليمية أو تأمينية، مما زاد الإقبال على التقييم

‏وغيرها من الأسباب.

الواقع؟ نحن لا نرصد “انفجارًا” في الحالات الجديدة، بل نكتشف حالات أكثر كانت سابقًا غير مشخّصة.

“اكتشاف السبب والعلاج”… أم بيع الوهم؟

الدراسة التي أشار إليها الباحث، قال بأنها الأولى من نوعها تربط بين فصيلة الدم واضطراب التوحد.   

‏أولا، هناك دراسات تسبقها بينت أنه لا توجد علاقة بين فصيلة الدم واضطراب التوحد (المراجع بالاسفل).

‏ثانياً، حتى وإن كانت الدراسة قوية، فإنه علميا تستوجب تكرار النتائج حتى نتأكد منها في عينات مستقلة وإلا بالإمكان أن تكون محض الصدفة.  حتى وإن نشرت الدراسة في مجلة علمية قوية، فهذا قد يعكس رصانة الدراسة ولكن لا ولكن لا يعني صحة النتائج بشكل قطعي.

ولكن المهم والمثير للانتباه بأن الباحث نفسه وفي الورقة العلمية المنشورة لم يدعي ذلك ولكن فقط ذكر أن هذه النتائج بمثابة إضاءة على هذا الموضوع والحاجة لدراسات مستقبلية!

‏نؤكد بأنه من المستحيل أن تقبل أي مجلة علمية الإدعاءات التي اطلقها الباحث في القناة التلفزيونية.

فلما هذا التناقض بين نتائج الدراسة وبين الرسائل التي تقدم للإعلام وتضلل الأهالي وتبيع الوهم.

الكروموسوم X سبب التوحد عند الذكور؟ تصوّر غير دقيق

إدعى الباحث أن “معظم الطفرات الجينية المسببة للتوحد موجودة على الكروموسوم إكس.

وهذا ببساطة غير صحيح.

الدراسات الجينية الكبرى، مثل دراسات تُظهر بوضوح أن الطفرات المرتبطة بالتوحد موزعة على مئات الجينات و مختلف الكروموسومات، وليس فقط‏ إكس . ومن ضمنها دراسات أجرينها في دولة الإمارات ونشرت في مجلات علمية.

الفرق في نسب التشخيص بين الذكور والإناث قد يعود لعوامل بيولوجية، لكنه لا يعني أن الكروموسوم هو بيت التوحّد.

الإعلام… والعبارات التي تؤذي

للأسف، لا يزال البعض يقول “أُصيب الطفل بالتوحد”، وكأنها عدوى أو مرض موسمي!

هذه اللغة مؤذية، ومضللة، وتخلق صورة نمطية سلبية.

التوحد ليس مرضًا، بل هو اختلاف عصبي في نمو الدماغ يؤدي إلى اختلاف في نمط التواصل، والتفاعل الاجتماعي، وأعراض أخرى.

رسالتي للأهالي

أنتم خط الدفاع الأول. لا تدعوا الخوف، أو الوعود الكاذبة، أو العناوين البراقة تسرق منكم البوصلة.

تحرّوا المصدر.

اقرؤوا ما بين السطور.

اسألوا المختصين.

كل أب وأمٍّ يسعى للأفضل لابنه، لكن الأفضل لا يُبنى على وهم… بل من العلاجات المثبتة.

التقدّم لا يأتي من شعارات براقة.

نعم، المستقبل يحمل كثيرًا من الأسئلة.

لكننا نقترب من الأجوبة، خطوة بخطوة… عبر بحثٍ صادق، وعقلٍ مفتوح، ونيةٍ خالصة لصناعة فارق حقيقي.

أخطر الأوهام… تلك التي تُغلّف بالأمل، وتُقدَّم في كلمات رنّانة، وتتنكّر بثوب العلم


Relevant References :

Nassir, N., Sati, I., Al Shaibani, S., Ahmed, A., Almidani, O., Akter, H., Woodbury-Smith, M., Abou Tayoun, A., Uddin, M., & Albanna, A. (2022). Detection of copy number variants and genes by chromosomal microarray in an Emirati neurodevelopmental disorders cohort. Neurogenetics, 23(2), 137–149. https://doi.org/10.1007/s10048-022-00689-2

Zandi, P. P., Lee, B. K., Quinn, P. D., Martz, M. E., & Reich, W. (2006). Rh and ABO maternal–fetal incompatibility and risk of autism. American Journal of Medical Genetics Part B: Neuropsychiatric Genetics, 141B(8), 956–964. https://doi.org/10.1002/ajmg.b.30371

Elfeituri, M. A., Shukri, A. A., Elmehdawi, R. R., Abogrein, A. M., & Alnami, M. S. (2022). Association between parental ABO blood type and autism spectrum disorder. Scholars Journal of Applied Medical Sciences, 10(4), 547–553.

Al-Salihy, A. A.-R. S. (2025). Correlations between blood group and Rh factor in families and autism spectrum disorder: A comprehensive analysis. Scientific Reports, 15, 12207. https://doi.org/10.1038/s41598-025-97313-8

Hansen, S. N., Schendel, D. E., & Parner, E. T. (2015). Explaining the increase in the prevalence of autism spectrum disorders: The proportion attributable to changes in reporting practices. JAMA Pediatrics, 169(1), 56–62.

https://doi.org/10.1001/jamapediatrics.2014.1893

Rutter, M. (2005). Incidence of autism spectrum disorders: changes over time and their meaning. Acta Paediatrica, 94(1), 2–15.

https://doi.org/10.1111/j.1651-2227.2005.tb01730.x


🌟✨ !علاج سحري للتوحد ؟! ✨🌟